Monday 19 July 2010

كيف هو مزاج قبعتـك هـذا الصيف؟

مهرجان «رويال اسكوت» هو في حقيقته سباق خيول سنوي عريق يقام في مدينة بيركشاير البريطانية منذ عام 1711 وحتى اليوم، ويستقطب أكثر من ثلاثمائة ألف من مربّي الخيول ومحبّيها ومن عشّاق سباقاتها. ولكن، بعيداً عن الخيول وشؤونها وفوزها وخساراتها، ثمة ما يجري في الجانب الآخر من السباق وفي الحدائق الخلفية التابعة لمضمار الخيول حيث التجمّع الأرستقراطي الباذخ الأنيق الذي يلمّ شمل عليّة القوم والأثرياء في بريطانيا وخارجها، في احتفالية تمتدّ إلى خمسة أيام وتتحوّل إلى مهرجان حقيقي يتيح للطبقة المخملية فرصة الإعلان عن نفسها ويمنحها وقتاً للمرح والصخب والضحك والإحتفال بأول بواكير الصيف. والأهم أنه فرصة لاستعراض خزائن الملابس وما تحويه من كل ثمين وباذخ ومترف، فالأيام الخمسة هي ميدان مفتوح لسباق من نوع آخر، ترفل فيه النساء بثيابهن ويتزينّ بالاكسسوارات الغالية ويعتمرن القبعات التي هي شرط أساس للدخول في سباق الأناقة هذا.
المرأة التي تحصل على بطاقة الدعوة هي ليست امرأة جميلة أو أنيقة أو مشهورة بالضرورة لأن الأهم من كل هذا أن تكون من المجتمع المخملي أو قريبة منه أو مقترنة بواحد من أفراده. لذا، فإن المدعوّين هم عادة من العائلة المالكة أو ممّن تحمل ألقاباً مثل الكونتيسة والدوقة والأميرة أو الليدي وأيضاً ممّن ينتمون إلى طبقة الأثرياء من أهل الفن والرياضة والإعلام...على أن يكونوا مسنودين بالتأكيد بأسماء عوائلهم. ومثل كل عام، يقف المدعوّون بكامل أناقتهم بانتظار العربة الملكية التي تقلّ إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وزوجها الأمير فيليب دوق ادنبرة وعدداً من أفراد العائلة المالكة والضيوف ويكون وصولها هو الإيذان ببدء السباقات. وقد حافظت الملكة التي احتفلت مؤخراً بعيد ميلادها الرابع والثمانين على الطلّة الرصينة التي لا علاقة لها بصخب القبعات وتقليعات السيدات الباحثات عن الفانتازيا. وقد نجح فريق المصممين المهتمّين بأناقتها في اختيار كل ما هو هادئ ومشرق، وقد حضرت في أحد الأيام وهي ترتدي طقماً أبيض كلاسيكياً مع قبعة بيضاء مزيّنة بقماش منقّط باللونين الأبيض والأزرق، واختارت في طلّة أخرى ثوباً ومعطفاً صيفياً حريرياً باللون البنفسجي الناعس الباستيلي من مجموعة بيتر انريوني وهو خياط البلاط الملكي منذ حوالي ثلاثة عقود، وارتدت قبعة بنفس اللون مزيّنة بالزهور البرتقالية من مجموعة راشيل تريفور مورغان وتزيّنت بالمجوهرات المرصّعة باللؤلؤ والماس. وقد أجمعت وسائل الإعلام على نجاح فريق المصممين الذين يعملون مع الملكة في تغيير الطلّة النمطية التي كانت تظهر بها في السنوات السابقة، حيث أحدثوا تغييراً جذرياً في أزيائها ممّا دعا مصممة كبيرة مثل ميوتشيا برادا  إلى اعتبار ملكة بريطانيا المرأة الأكثر أناقة في العالم.

تسلّم الدعوة هو ليس كل الحكاية
أن تتلقّى الدعوة لحضور مهرجان «رويال اسكوت» هو امتياز كبير دون شك، ولكنها البداية فقط  لمشوار ليس سهلاً لاختيار ما تلبسه المرأة وما يلبسه الرجل في هذا المهرجان، فالأناقة والخطوط الحديثة وآخر الصرعات ليست هي المقياس الوحيد هنا، إذ لا بدّ للمدعو أن يلتزم بقواعد اللباس وإلا فإنه سيتعرّض لموقفين يؤدّيان إلى نتيجة واحدة، إما أن يمنع من الدخول من البداية ومن الحصول على الشارة (الباج)، أو أن يدخل إذا ما تساهل معه أحدهم، لكنه سرعان ما يجد نفسه مرصوداً فيقترب منه أحد القائمين على المهرجان ويقول له بأدب شديد: هل تسمح بتسليم الشارة والمغادرة رجاءً؟ وقد وضعت إدارة المهرجان شروطها في اللباس على الموقع الإلكتروني الخاص بها إضافة إلى إدراجه مع بطاقة الدعوة، وفيه بعض القواعد منها: أنه يوم مخصّص فقط للملابس الرسمية مع قبعة أو غطاء رأس، وتمنع الثياب ذات الكتف الواحد وفتحة الصدر الواسعة، والثياب القصيرة أو التي تظهر منطقة البطن. أما الأطقم التي تضمّ سروالاً وجاكيت، فيجب أن تكون بنفس اللون والقماش على أن يكون السروال بطول يصل إلى الكاحل. أما الرجال فيجب أن يرتدوا بدلات صباحية بألوان رمادية أو سوداء مع صديري وقبعة. وعدا ذلك، فإن للمرأة أن تطلق خيالها لاختيار ما تريد أن تضعه على رأسها، وهي حرّة في اختيار لون قبعتها وشكلها وحجمها، ويمكن الإستغناء عنها بوضع بضع ريشات بين طيّات الشعر. المهم ألا يبقى الرأس عارياً وكل شيء مقبول ومرحّب به، بل إنه يدخل في مزاج هذا المهرجان الفوضوي الصاخب. وعادة ما يحظى يوم السيدات (اليوم الثالث من المهرجان) بحضور كثيف للقبعات الغريبة والطريفة التي تترك للمرأة حرية أن تكون ما تريد وأن تعبّر عن نفسها من خلال القبعة. وبشكل عام، فقد تباينت أذواق وطلاّت الضيفات واجتهدن في الإبتكار والتميّز خاصة بالنسبة للقبعات التي كان بعضها جميلاً وأنيقاً فيما تحوّل البعض الآخر إلى ما يشبه الدعابة، وخرجت الكثيرات عن المألوف بقبعات على شكل ساعة بغ بن أو أشكال هندسية متوالية أو زهور حمراء متسلّقة أو أبواق «فوفوزيلا» التي تستخدم للتشجيع في مسابقات كأس العالم لكرة القدم، أو على شكل بالونات بيضاء وزرقاء ترمز إلى أحد الفرق المشاركة. وكان ثمة كثير من القبعات المزيّنة بالتول والقش والشرائط والريش وحبّات اللؤلؤ والتي تقف ورائها أنامل صانع القبعات الشهير فيليب تريسي Philip Treacy والمصمم لويس ماريتيه Louis Mariette إضافة إلى أسماء عديدة أخرى. وقد حظي يوم السيدات بحضور كثيف من النجوم، منهم الممثلة الأميركية جون كولينس التي اختارت ألوان الأزرق والأبيض المائية ذات المزاج الصيفي مع قبعة بيضاء مزيّنة بالورود من تصميم فيليب تريسي. وحضر أيضاً سايمون كاول مقدّم برنامج Britain’s Got Talent الشهير، وقد ظهر ببذلة صيفية أنيقة أخذته بعيداً عن طلّته «الكاجوال» المعتادة. أما مصممة الأزياء المعروفة أماندا ويكلي، فقد ارتدت فستاناً أسود بسيطاً مع قبعة بيضاء تزيّنها وردة كبيرة في المقدّمة. وقد جرت على هامش المهرجان عروض للمجموعات الصيفية لعدد من كبار المصممين، منهم فيفيان ويستوود وماثيو ويليامسون وأماندا ويكلي مع مجموعة من القبعات للمصمم ستيفن جونز.

للأميرات.. طلاتهن المميّزة 
إلتزمت نساء العائلة المالكة البريطانية بالأناقة الرصينة الهادئة، فقد ظهرت الأميرة آن إبنة الملكة بفستان من الحرير البني الذهبي وجاكيت بيضاء مائلة إلى الصفرة (أوف وايت) بياقة مزيّنة بنقوش من الحرير المأخوذ من نفس نسيج الفستان، واعتمرت قبعة صغيرة بنفس لون الجاكيت على شكل وردة متفتّحة وقد حدّدت أوراقها بنفس لون الفستان. كما حضرت كاميلا دوقة كورنوول وهي ترتدي فستاناً أزرق تركوازي اللون مع معطف صيفي من نفس اللون وقبعة زرقاء عريضة الحافة مزيّنة بريش باللونين الأزرق والرمادي، وكانت ترتدي قفّازين باللون الأبيض وتحمل مظلّة رمادية اللون. أما الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، فقد كان برفقتها وهو بكامل أناقته المعهودة وقد جاءت بذلته الرمادية متناغمة بشكل كبير مع ثيابها. صوفيا كونتيسة ويسيكس حافظت بدورها على طلّتها الهادئة وارتدت جاكيت صيفية من القطن المنقوش بالأصفر والبنفسجي الباستيلي على فستان بنفسجي، وزيّنت رأسها بقبعة صغيرة مزيّنة بالريش الناعم. ولكن، يبدو أن الأميرات الصغيرات هن من يحملن لواء آخر خطوط الموضة في العائلة المالكة البريطانية، فقد أطلّت الأميرة بياتريك في أحد الأيام بفستان قصير من الحرير الذهبي الذي يتثنّى بطيّات جميلة وجاكيت بلون أزرق غامق بنفس لون قبعتها الشبابية التي تغطّي جبهتها بالتول، ثم ارتدت في يوم آخر فستاناً أبيض حريرياً قصيراً مع جاكيت بيضاء واعتمرت قبعة بنية ذهبية  تقترب كثيراً من لون شعرها، فيما ارتدت أختها يوجين فستاناً أزرق قصيراً وجاكيت بيضاء مع قبعة بيضاء لا تخلو من الروح المرحة. أما الأميرة هيا بنت الحسين، فقد مسكت بالعصا من الوسط ووازنت بين رصانة الأميرة وأناقة الخطوط الصيفية لهذا الموسم، وظهرت بفستان ومعطف صيفي باللون الأبيض بخطوط تركّز على منطقـة الخصر وتتّسع إلى الأسفل مع ياقة يابانية صغيرة ونقوش سوداء على الأكمام تأتي متناغمة مع القبعة والحذاء والحقيبة التي جاءت كلّها باللون الأسود. وفي يوم آخر، إختارت طلّة أكثر مرحاً وارتدت طقماً أحمر متوهّجاً بتنورة تنزل إلى أسفل الركبة وقبعة بيضاء بحافات حمراء وزهور بنفس اللون، وأخذ الحذاء لونه من القبعة فيما أخذت الحقيبة لونها من الثياب في انسجام غير تقليدي ولمسة أنيقة. ولم تنسَ الأميرة اللون الأخضرالذي يحمل مزاج الصيف بامتياز، فاختارت في يوم آخر فستاناً حريرياً أخضر بأكمام هي عبارة عن طيّات وثنيات متداخلة مع قبعة عريضة باللون الأخضر الباستيلي الفاتح، تزيّنها إضمامة رائعة من الزهور الخضراء والزرقاء الداكنة والفاتحة مع لمسات من التركواز. أما الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، فقد التزم بالأناقة الكلاسيكية واختار ألواناً متناغمة من درجات الأزرق الداكن والأسود والرمادي مع ربطات عنق حريرية بألوان تمّ اختيارها بعناية كي تكون منسجمة مع ما يلبسه من جهة ومع ما ترتديه زوجته الأميرة هيا بنت الحسين من جهة أخرى

No comments:

Post a Comment