Sunday 21 March 2010

هذه.. ليـست أمـاً!




حدهم عهد إلى خباز لتصميم بيته! والخباز ليس مهندساً للبيوت، إنما يهندس الفطائر والخبز الطري، والكعكات الهشة. وآخر استقدم عامل منجم لا يجيد سوى التنقيب في باطن الأرض، وأوكل إليه قيادة سيارته. وثالث افتتح مطعماً للمأكولات الشرقية، وأسند لقارع طبول مهمة الإشراف والإدارة! برأيكم كيف سيكون منزل الأول، وسيارة الثاني، ومطعم الأخـير؟ وما رأيكـم بمـن يفعـل ذلك؟ لابـد أنكـم سـتعدونهـم من السفهاء الذين ينبغي الحجر عليهم، أو من المجانين المرفـوع عنهم القلم. كيف نستنكر ما فعله الثلاثة السالف ذكرهـم، ولا نبالي كثيراً عندما يُسلّـم الوالـدان أطفالهما للخادمة - وللسائق - الغرباء لغة وديناً وقيـماً ومفاهيم، فـيعبثوا بأطفالنا كمـا يشاؤون جهلاً أو تهاوناً أو مـع سـبق الإصـرار، وثالثة الأثافي وقاصمة البعير أن يعد البعض ذلك رقياً وتقدماً اجتماعياً، وعملاً يباهى به. متى نعي خطورة ما نفعل ومتى نستيقظ؟ استخدام ضمير (نا) الفاعلين لأن ما يفعله البعض من سفاهة يؤثر علينا وعلى الأمة الإسلامية برمتها. إليكم هذه المشاهد الثلاثة التي رأيتها بأم عيني، والرابعة التي أخبرتني عنها من أثق بروايتها: خرجت من سيارتي متوجهة إلى مقر الحفل لأجد طفلة عمرها يقارب الخمس سنوات ترتدي فستاناً قصيراً يكشف فخذيها يتفاذفها ثلاثة أو أربعة سائقين، أحدهم يرفعها والآخر يدور معها والثالث يجلسها على فخذيه. وتظهر عليها علامة السعادة وتطالب بالمزيد! لم أدخل القاعة وانتظرت قليلاً لعل الأم تخرج، وفعلاً خرجت فأخبرتها بالأمر، فبررت أنها لا تدري ما تفعل - بابنتها - وأنها أخرجتها للسائقين قبل نصف ساعة - فقط - من خروجها (حتى يرتاح رأسها شوية). الحادثة الثانية حـيث تقف السيارة أمام مركز تسويق تنزل الأم تاركة طفلها مع الخادمة والسائق. يعترض الطفل على بقائه في السيارة بتنقله من المقعد الأمامي للخلفي، في كل مرة تنهره الخادمة، وعندما لم ينفع معه التعنيف اللفظي انهالت عليه ضرباً بحذائها على وجهه وجسمه حتى سكت وسكن. وطفل يسكن منزلاً في أحد المجمعات، التي تحتوي على (منطقة ألعاب) الأم تسمح لطفلها باللعب فيها ومع الشغالة بالطبع! والطفل يلعب بالتراب (ربما يطبق ما تعلمه في روضته عن وحدة الرمل) فيقع القليل من التراب على رأس الطفل، هذا القليل عقوبته من الخادمة ضربه على الرأس بكل قبضة اليد، وجذبه من الكتف بعيداً عن المكان الذي يلعب فيه. والحادثة الرابعة موقعها في مدينة الملاهي حيث الخادمة - السريلانكية - تقبل الطفلة من فمها قبـلات حــارة ومتواصلة وسط صويحباتها اللاتي بدا عليهن الإعجاب بما تفعله صاحبتهن! هل أنتم بحاجة لخامسة وسادسة؟! عند كل واحد منا خامسة وسادسة وربما مئة. أما عني فقد قررت أن ألتفت برأسي بعيداً كلما رأيت أطفالنا أو فتياتنا بصحبة خادمة أو سائق دون والديهما، أو أسرع الخطى مثبتة ناظري على الأرض حين - أضطر - للدخول لمنطقة الملاعب في المجتمعات السكنية. والتفاتة الرأس وإسراع الخطى لايعنيان حل المشكلة، ولكن لعلي أكون قد ذكرت، وفي الذكرى بعض البلاغ! اللهم فاشهد.

No comments:

Post a Comment