Wednesday 24 March 2010

الزوجة حين تتخلى عنك ::::::::

· أبو محمد رجل أنعم الله عليه بخير كثير. وحياة يمكن أن يقال عنها بأنها كانت على مستوى من الرفاهية بل يمكن القول بأنه رجل مترف.
· حين أزوره أشعر وكأني أمام رجل من أسعد الناس في هذه الحياة. فهو رجل كريم لا يبخل بماله على كل من يطرق بابه. بل من المؤكد أنه لا يبخل على نفسه بأي شيئ فحتى الحذاء يجد عناية فائقة في قدم أبي محمد.
· وقفت ذات مرة أسال نفسي هل من الممكن أن أعيش حياة هذا الرجل. فعلى الرغم من القناعة التي في داخلي عن حياتي في هذه الدنيا. وإيماني التام ببيت الشعر الشهير الذي يؤكد بأن السعادة ليست جمع مال بل السعيد هو التقي. إلا أنني كنت أغبط أبا محمد على نمط حياته وأسلوبه الراقي في التعامل مع الدنيا.
· أبناءه كأنهم كواكب درية مما وهبهم الله من وسامة وحسن خلق. وحين أزوره في منزله يلفت نظري النظافة الفائقة خصوصا رائحة المعقمات ذات الرائحة الزكية.
· كل شيئ في حياة أبي محمد كانت موضع إعجاب وغبطة وحين أتأمل تلك العناية التي تحيط بأبي محمد أجد أن القول المأثور (وراء كل رجل عظيم إمرأة)
· لا أظن أن أبا محمد كان يدرك قيمة هذا المثل فقد أثبتت الأيام أنه. يؤمن بمبدأ (إمرأة واحدة لا تكفي) ويطبق شرعية (الأربع زوجات).
· ذهب أبو محمد إلى الشام فخطف (فتاة حسناء) كأنها القمر. فدخل وادي الشهوات من أوسع أبوابه.وأظنه قال في نفسه (إمرأتان لا تكفي) فكان لابد أن يقول مثنى وثلاث ولكنه توقف عن الرابعة بسبب ما إصابة.
· أنقطع أبو محمد عن مجلسه المعتاد وتحول إلى آلة أشبه بفحول الإنتاج. فأبناءه مختلطون الدم والأعراق حتى أنتج أجيال أشبه بما تنتجه مزارع الخالدية.
· غاب أبو محمد عن أنظاري سبع سنوات وحين رأيته تذكرت فرعون الذي يرقد في المتحف القومي بالقاهرة.
· فرعون جيئ به من أوربا حيث سرق إلى هناك فطالبت السلطات المصرية بإعادته فعاد في تابوت وعناية فائقة وهو اليوم يرقد تحت درجة حرارة لا ينعم بها معظم سكان مصر الفقراء.
· أبو محمد سقطت أسنانه وابتسامته المشرقة.. سلمت عليه فعاتبني عن كل هذا الانقطاع.ولم يتذكر أبو محمد أنه في دوامة من الضياع لا يعلم بخفاياها إلا أهل بيته.
· دعاني إلى منزله ذات يوم فحضرت حسب الموعد ولم يكن موجودا فخرج أبنه ورحب بقدومي ودخلت منزله. فغابت عن ذلك البيت الكثير من مظاهر الترف والرقي.
· لحظات وأحضرت القهوة فلم تكن بذلك المستوى المعهود.. نظرت إلى صورة كانت معلقة في جدار المجلس وهي صورة لأبي محمد في شبابه. فاختفت تلك الصورة واستبدلت بحصان أبيض جميل.
· سألت ابنه عن تلك الصورة فقال استبعدتها أمي من المجلس. ولم أكن قادر على سؤاله عن الأسباب.
· حضر أبو محمد متأخرا وأعتذر بسبب مراجعته للمستشفى بأحد أبناءه المريض. وكان متعبا. وفي حالة من الإجهاد بل يمكن القول أنه منهار.
· لم تعد ملابس أبي محمد بتلك النظارة. فقلت له ماذا دهاك يارجل؟
· قال لي شباب هذا الزمن نقمه. تخيل كل واحد يريد سيارة أسوة بأخيهم غير الشقيق الذي أشترت له أمه سيارة (لكسز) جديدة.
· قلت له مادامت أمه هي التي أشترت له السيارة فكيف يلومك الآخرين؟! قال أمه لها من المكائد الكثير. تخيل أنها تطالبني ببيت شرعي لها.
· أتضح أن البيت الذي يسكنه أبو محمد هو بيت زوجته. وأن النعيم الذي كان فيه بفضل ما تملكه تلك الزوجة من ثروة منقطعة النظير.
· اليوم أبو محمد في صراع مرير بسبب ما أصابه من ارتباك بعد أن كان ملكا في بيته متوج بالكثير من النعيم الذي غاب بفعل فاعل. وكأن حالة أبي محمد تنطبق عليها مقولة (جنت على نفسها براقش)
· ترى كم هي الحالات التي على شاكلة أبي محمد؟! بل السؤال الأهم هل أبو محمد كان شجاعا؟ أرجوا الإجابة.

No comments:

Post a Comment