Sunday 21 March 2010

دموع الفرحة في عيون أم الخاتمات




حفل كبير اهتزت له المشاعر، اختلطت فيه دموع الفرحة بالتهاني الحارة. لم يكن حفل خطبة أو عرس أو تهنئة بمولود جديد، ولكن التهاني فيه كانت لمن اجتهدن... سهرن الليالي يرتلن آيات الرحمن.. أوقاتهن لم تكن لهواً ومتنزهات وأسواقاً... لكنها كانت علماً وأي العلوم؟ إنه القرآن. والحفل كان لخاتمات كتاب الله عز وجل. كن كالنجوم المتلألئة، ووسط تلك الجموع لمحتها تجلس بوقار... بسعادة... بفرحة حقيقية. إنها أم لتسعة أطفال. سبعة منهم أتموا حفظ القرآن الكريم (خمس بنات وولدان) أصغر الخاتمات سناً عمرها تسع سنوات ونصف السنة وما زال مشوارها مستمراً. إنها الأخت: سرية برجس. اقتربت منها وسألتها: منذ متى بدأت في تحفيظ أطفالك كتاب الله عز وجل؟ - منذ الصغر بدأت معهم، من عمر سنتين أقرأ ويرددون معي والعام الماضي ختم ابني القرآن وعمره ست سنوات وصغيرتي الآن عمرها ثلاث سنوات وصلت في الحفظ إلى سورة البروج. كيف تحفّظين أطفالك في هذه السن الصغيرة؟ - آخذ الصغار معي في المطبخ، أقرأ ويرددون ورائي وكل أوقاتهم عامرة بالقرآن الكريم. كل يوم مراجعة للقرآن أسمّع لكلٍّ منهم يومياً جزءين، هذا بعد تثبيت الحفظ. لكن قبل تثبيته يمكن تسميع ثلاثة أو أربعة أجزاء حتى في أيام امتحاناتهم الدراسية وفي إجازاتهم. هل تستطيعين التوفيق بين قيامك بتحفيظ أطفالك وأعمال المنزل أم لديك خادمة؟ - لا خادمة لديّ فأنا بفضل الله أقوم بأعمال المنزل وبتحفيظ أولادي. هل لك أن تعطينا فكرة عن كيفية تربيتك لأبنائك في عصرٍ سيطر فيه التلفاز والكمبيوتر وغيرهما؟ - قمت بتربيتهم على المبادئ الإسلامية. يعرفون الصواب من الخطأ... عن طريق قال الله وقال رسول الله ص والتشجيع لهم بأن المؤمن ثوابه الجنة والكافر والعاصي جزاؤه النار... وهكذا. هل حفظت أنت كتاب الله؟ - تمنيت ذلك لكن حالت ظروفي دون ذلك فعوضت ذلك في أولادي وعزمت على أن يحفظوا القرآن وأساعدهم في ذلك. هل يؤثر حفظ القرآن على مستواهم الدراسي؟ - كلهم الأوائل بفضل الله، فأسلوب القرآن في التعليم ساعدهم على التفوق في المدرسة. هل أثر القرآن الكريم في حياتكم العائلية؟ - نحيا في نعيم... والحمد لله. التقيت مع اثنتين من بناتها: منال محمد سلامة في الصف الثاني الثانوي ونسرين محمد سلامة في الصف الأول الثانوي وسألتهما: كيف كانت رحلتكما مع القرآن الكريم؟ - بدأنا صغاراً وختمنا في السابعة من عمرنا ومن ثم التحقنا بدار مكة لتعلّم التجويد واشتركنا في مسابقة الجماعة الخيرية وحصلنا على امتياز. بماذا تنصحان بنات جيلكما؟ - ننصحهن بالابتعاد عن تضييع الوقت وأن يستغللن أوقاتهن بحفظ القرآن ويبتعدن عن الملهيات ويتجهن للأشياء التي تعود عليهن وعلى مجتمعهن بالخير دنيا وآخرة. هل هناك صعوبة في حفظ القرآن وفي تحصيل العلوم الدراسية في الوقت نفسه؟ - بالعكس مع حفظ القرآن فإن ربنا سبحانه وتعالى يبارك لنا في الوقت فنحن من المتفوقات في الحفظ وفي الدراسة. بعض الناس يتعللون بأنه ليس لديهم الوقت وهذا غير صحيح عندما يقرأ الإنسان القرآن بإذن الله تعالى يبارك له ويفتح عليه.

No comments:

Post a Comment