Sunday 21 March 2010

في زحمة الحياة اليومية:ما هي اهتمامات الفتاة الخليجية





مطلوب من فتاة اليوم أن تكون على مستوى العصر، وتصل بعلمها وثقافتها وتطورها إلى حضارة القرن الحادي والعشرين، مطلوب منها أن تحطم سياج الجهل والتخلف، أن تكون عصرية في تعاملها مع كل ما حولها، يجب أن تكون منتجة أكثر من كونها مستهلكة، يجب أن تكون جدية في نظرتها لكل ما حولها، تأخذ من العلم أرقى درجاته، ومن الأخلاق والمثل ما يمنعها عن الخروج على العادات والتقاليد الحميدة. مطلوب من فتاة اليوم التميز في تعاملها مع معطيات العصر الحديث، وما أكثر هذه المعطيات، الفضائيات التي نعجز عن حصرها، ولكنها في معظمها خاوية إلا من البهرجة والتفاهات، ثورة المعلومات-الكمبيوتر والإنترنت- التي هبطت علينا كالبرد المفاجئ تضرب على رؤوسنا لتضعنا وجهاً لوجه أمام حقيقة مرة لم نألفها، ولم نتدرج في التعامل معها، ولا ندري هل هي نقمة قاتلة، أم أنها سلاح يرتقي بنا إلى أعلى درجات العلم والحاضرة. أسواق مفتوحة من جهاتها الأربعة، وإعلانات مغرية عن بضائع كثيرة، قليل منها من مستلزمات الحياة الضرورية والكثير منها لا تعدو عن كونها أشياء اجتهد صناعها لترويجها في أسواق عرفوا طبيعة مرتاديها. وفي هذه العجالة أردنا التعرف على اهتمامات الفتاة الخليجية من خلا ل نموذج دولة قطر، فتاة القرن الحادي والعشرين بين نهاية المرحلة الثانوية ونهاية المرحلة الجامعية عبر ثلاثة محاور، الفضائيات، المطبوعات، والأسواق. *رومانسية وأغاني معظم الفتيات في تلك المرحلة يفضلن مشاهدة التلفزيون ومتابعة البرامج والمسلسلات المختلفة لعدم توفر بديل أفضل لقضاء وقت الفراغ، وفي هذا المنحنى تقول خلود عبد الله وهي طالبة مرحلة ثانوية" أتابع التلفزيون عندما أكون متضايقة لأتخلص من الملل، فالفتاة في مجتمعنا لا تملك إلا أن تتحرك في مساحة محدودة من الحرية. وتؤكدخلود عدم اهتمامها بسماع الأغاني لأنها عبارة عن هراء وتفضل عليها متابعة المسلسلات الخليجية والعربية. أما زميلتها أمل عبد الله خالد تستغرب من سؤالنا حول اهتمامات الفتاة القطرة، فالإجابة" واضحة كوضوح الشمس، فالأولوية طبعاً الدراسة، أما في الإجازة، فأتابع المسلسلات والأفلام المنوعة وكل ما يطرد الملل". ولكن هناك من تحرص على متابعةالبرامج الجادة والتي تعود بالنفع والثقافة على متلقيها، فأمل الكواري-جامعية موظفة- تحرص على مشاهدة البرامج الثقافية والسياسية المميزة، وتؤكد بأنها لاترتبط بمتابعة مسلسلات أو مواد تعرض في أوقات محددة. وثمة من تبحث عن الرومانسية في زمن الواقع المر كخلود ماجد التي تقول" أحب متابعة الأفلام الأجنبية الرومانسية المنبثقة من الواقع، ولا أحب القصص الخيالية، وتأتي في الدرجة الثانية الأغاني المصورة، وفي أيام الأجازة أقضي نصف يومي الثاني-ليلاً- في متابعة ما يستهويني من أفلام وبرامج. أما منيرة إسماعيل-جامعية وموظفة- فرغم عدم اهتمامها كثيراً ببرامج التلفزيون إلا أنها تهوى متابعة الأفلام الهندية والأفلام البوليسية الأجنبية، لكنها تفضل الجلوس أمام الكمبيوتر والاستمتاع باستخدامه. *قراءة الكتب نادراً وماذا عن القراءة ضمن أولويات الفتاة في قطر والخليج واهتماماتها؟ تجيب أمل كواري وهى جامعية وموظفة بأنها تحرص على شراء جميع المجلات المفضلة لديها وخاصة تلك التي تهتم بالمجتمع والأسرة والفن والموضة، وتؤكد أمل على أن القراءة تعني لها الكثير بعكس تهاني مناعي التي نادراً ما تقرأ الصحف أو المجلات وفي حال حدوث ذلك فهي تحبذ قراءة المشاكل الاجتماعية وصفحات الحوادث والجرائم الواقعية وتضيف" من النادر أن أجد وقتاً للقراءة لمجرد المطالعة ولكن بين الفينة والفينة لا بد من الاطلاع على أحد كتب مكتبتي خصوصاً تلك التي تتناول المواضع الدينية". أما حليمة شهابي وهي طالبة جامعية فتشعر بأنها معزولة عن العالم إذا لم تقرأ الصحف اليومية، ولا تهتم كثيراً بقراءة المجلات، إلا إذا وقعت بين يديها بالصدفة مجلة لتقرأ فيها المواضيع المثيرة فقط. وتعتقد هيا أمين طالبة ثانوية فوائد المجلات الأسرية تنحصر بما تقدمه من نصائح تفيد الاهتمام بالبشرة والرياضة التي تساعد على إيجاد جسم متناسق. *الظروف تحكم! وتبقى الأسواق منفذاً مهماً للفتاة القطريةوالخليجية تطل منه على العالم الخارجي ويضمن لها احتكاكاً مع الناس، فهيا أمين تحب التجول في الأسواق وشراء كل ما يعجبها حتى ولم تكن بحاجة لشرائه خاصة في مواسم التنزيلات في حالة وجد بضائع جيدة وجميلة، بينما ترفض أن تشاطرها نفس الرأي، مريم محمد فتقول: " لا أحب التجول في الأسواق دون هدف معين، فأنا أحدد احتياجاتي وأقصد المكان أو السوق الذي يمكن أن تتوافر فيه واشتريها دون تردد. أما منيرة إسماعيل فلا تقصد السوق لشراء حاجة معينة ولكن بغرض الترفيه عن النفس وتحقيق متعة التجول. وهكذا في زحمة الحياة يبدأ الصراع، صراع الفتاة مع ذاتها لتصل إلى النور الحقيقي، صراع تتناقض معه الأمور وتتضارب وحتى لا تنحصر اهتمامات الفتاة القطرية بقشور البرامج التلفزيونية التافهة وسخافة بعض المطبوعات المجانية أو التجول على غير هدى في الأسواق لقتل الوقت، فإننا نؤيد اقتراح الطالبة هيا أمين بضرورة الإكثار من نواد خاصة بالفتيات سواء منها الرياضية أو الثقافية أو تلك التي تعمل على تنمية المواهب الجيدة لديهن، وذلك كخطوة على الطريق الصحيح، فهل من مجيب.

No comments:

Post a Comment