Sunday 21 March 2010

اللباس التقليدي للمرأة العدنية.. مزايا جمالية، تغنى به الشعراء منذ القدم




عرفت مدينة عدن اليمنية منذ فترة مبكرة من تاريخها نوعاً من اللباس التقليدي الخفيف الأبيض المصنوع من القطن، بتأثير العامل المناخي الذي يميل إلى الحرارة، عرف باسم "الكبانة"، وكان الرجال من سكان عدن الأصليين من منطقة "الصبيحة والعقارب" هم الذين عرفوا بارتداء هذا النوع من اللباس.

في حين لبست المرأة الفستان المسمى بالمذيل البدوي، الذي كان يسود منطقة الجزيرة العربية، وكان يصنع من القطن، ومن لب الحرير أيضاً، ولباس الحرير بالتحديد كان ثمرة للمتغيرات التي طرأت على المدينة كميناء وسوق تجاري مما سمح بدخوله من وراء البحار مع تجار المدينة وغيرهم من التجار الأجانب، وهذا النوع من لباس المرأة تغنى به شاعر الجاهلية الكبير أمرؤ القيس ذات زمان فقال:
خرجت بها تمشي تجر وراءها**** على أثرينا ذيل مرط مرتل
وعرفت المرأة العدنية في سياق التطور الاجتماعي أنواعاً أخرى من اللباس، وخصوصاً ذلك المصنوع من قماش القطف المصبوغ باللون الأسود والذي تماثل في مراحل مختلفة مع لباس الرجل إلى جانب أنواع أخرى من اللباس.

الذائقة الاجتماعية بين زمنين

وإلى عام 1838م ، اتسم الإيقاع الاجتماعي في مدينة عدن بنوع من الثبات الذي بدا معه التنوع في الملبس هادئاً ومتزناً آخذاً مداه في الزمان والمكان، وحينما احتل البريطانيون المدينة بحلول ذلك العام، زاد حجم التأثير القادم من الخارج مع زيادة عدد الوافدين من غير سكان المدينة، لكن ذلك لم يفلح في إحداث انقلاب نوعي في الذائقة الاجتماعية، إذ سرعان ما نجح السكان من الاستفادة من التقنيات التي طرأت على صناعة الملابس، وبدؤوا في صياغة نمط خاص ينتمي إلى الجذور، ويتمتع بجديد العصر من نتاج الآخر من أصناف الأقمشة.
فعرفت المرأة نوعاً من القماش المصنوع من القطن والحرير تبعاً للوضع الاجتماعي للمرأة، وعرف باسم "الطاس" ، وسرعان ما عرفت نساء المدينة نوعاً آخر من الأقمشة المخملية المطرزة باللؤلؤ اللماع، وكان هذا النوع من اللباس يتنوع بين النعومة والخشونة تبعاً للمقدرة الشرائية للمرأة، واستطاع أن ينافس بقوة "الطاس" وكان حاضراً في كل المناسبات.
وفي فترة لاحقة عرفت نساء المدينة نوعاً آخر من اللباس عرف باسم "الدمس"

مزايا جمالية

وفي ظل التطور الكبير للمدينة المقترن بنوع من الرفاه الاجتماعي بفعل تعاظم دور ميناء عدن الدولي شهد ذوق مجتمع المدنية تطوراً مهما، وتنوعت الأقمشة التي يلبسها الرجال والنساء، إذ عرفت النساء خصوصاً نوعاً من القماش المصنوع من لب الحرير والشيفون والقطائف و"الشكن" المطرز بالحرير، وغالباً ما كانت هذه الأقمشة تصنع بحيث تأتي شفافة منعمة بمزايا جمالية كالتطريز بخيوط الذهب.
وكانت النساء تلبس هذه الأقمشة على هيئة "الدرع " العدني المعروف حتى الآن، أو تفصل كـ "كرت" وهي عبارة عن نسخة من فستان "الماكس" القادم من الغرب .
وكانت النساء الميسورات تقوم بإرسال الدروع المصنوعة من الحرير الخالص إلى الهند لتطريزها وإضافة بعض النقوش التي تضفي عليها مسحة من الجمال والألق .
وسادت الدروع منذ عقد الثلاثينات بخاماتها المختلفة كلباس رئيس تحتفي به نساء عدن في كل المناسبات.
خلال هذه الفترة بدأت النساء بارتداء "الأمصار" وهي عبارة عن مناديل كانت توضع على الرأس لتكمل بها المرأة أناقتها، وكانت "الأمصار" في بداياتها تصنع من القطن والحرير وتحظى باهتمام خاص من قبل مصممي الأزياء.

No comments:

Post a Comment